وقفة مع النفس قبل رمضان
يكفيك ان تخط هذه الكلمة أمام عينيك
وستبكي كثيراً
بالله هل تتخيلون معي أن السنة إنقضت بهذه السرعة لكي نرى رمضان قارب على القدوم مرة أخرى
إن تلاحق الأزمان يوشك ان يفسد علينا إنتظار هذا الشهر والشوق له
وإن إنتظاره يوشك ان يقتل فينا العمل له بنية التواكل وبنية أن ضربة البداية ستكون في رمضان
فنترك كل الشهور مؤملين لأنفسنا ضربة بداية قوية لرمضان
فيأتي رمضان دون ان نضرب اي ضربة للبداية
ويمر علينا مرور الكرام
ولكن إلى متى
اخي / اختى
هل تعتقد أن مجرد إدراكك للشهر هو المنحة والنعمة
لا
فكم من أناس يدركون رمضان ويكون رمضان دليل عليهم ليس لهم
يكون عليهم خيبة وخسران لأنهم حشدوا له كم من المعاصي لا حصر لها
إنك تفرح حين تفرح لأنك تستعد لهذا الشهر إستعداداً يليق به
إستعداداً يرفع ترمومتر العبادات إلي ذروتها لا يبدأ فيها من أول درجة
كثيراً منَا يبدأ في العمل لهذا الشهر من اول يوم
إذا قل لي بربك أين شعبان من حياتك
إنه هو البداية الحقيقية لرمضان
إن أهل الباطل يستعدون من الآن وقبل شعبان لخوض معركة مع اهل الحق في ذا الشهر
إن القنوات الساقطة حشدت جهودها لتنسف صومك وقيام ليلك
وأنت لا تريد أن تتحرك وتستعد
لنضرب مثالاً ولله المثل الاعلى
هل يستطيع أن يلعب اللاعب دون أن يجري عملية الإحماء
بالطبع لا
لن يستطيع
فكيف تقود سفنيتك في بحر شهر الصوم
دون إعداد وتمهيد وترتيب وتجهيز وتدريب وإختبار للنفس
إن النفس شربت من الذنوب وحلاً يغرق العالم
فهل ستدخل لرمضان وأنت هكذا
إن شعبان فرصة عظيمة
أن تمر إلى رمضان بعد نقطة تفتيش تخفف فيها ذنوبك وتترك معاصيك وتتزود بالتوبة والتقوى وصيام اكثر أيام شعبان
سيساعدك هذا كثيراً لتبدع وتتألق في رمضان
بدون هذا لن يمر عليك أسبوعاً واحد وستجد نفسك متعباً منهكاً لا تستطيع الصوم ولا القيام ولا الصلاة
فعليك ان تدرك ان زورق النجاة للفوز برمضان هو شهر شعبان
وأن الذي يفوز في رمضان هو من أعد لرمضان منذ رجب وشعبان
ثم تعال إلى الصدق لأسألك سؤال
هل انت تستحق ان تدرك رمضان
هل الشخص الماثل أمامي الآن يستحق أن يهل عليه هلال شهر رمضان الكريم
هل انت حققت لله ما تستحق عليه ان تكون من عتقائه من النار في شهره الكريم
هل قلبك هذا يصلح ليخوض مضمار السباق في هذا الشهر
هل دمك صالح لكي يضخ النشاط في جسدك لتقوم لله وتصوم
هل انت تصلح لرمضان
ثم تعالى لسؤال آخر
هل انت تعبد رمضان ام الله ؟ جل جلال ربي
هل تقتصر عبادتك لله ان تصوم في رمضان فقط وتصلي في رمضان فقط
وبعد هذا تنسى كل هذا
هل تعبد الشهر ام تعبد رب الشهر
إن رمضان في حد ذاته موسم لزيادة الطاعات و تكون فرص العتق اكثر
ولكن الله يتنزل كل يوم طول السنة للسماء الدنيا يقول هل من تائب هل من مستغفر
أين أنت طول العام
ام انك رمضاني فقط
ثم سؤال آخر
هل تنظر للشهر على انه عبادة روتينية
صوم وصلاة وتراويح وانتهت القضية
هل هذا معتقدك عن الشهر
هل تنظر له أنه موسم للولائم والطعام والشراب والزيارات العائلية
كيف تنظر له
إن هذا الشهر
هو شهر
إما أن تستغله كله او يضيع عليك كله
لابد أن تستغله منذ ليلة الرؤية
قيامها هو قيام اول ليلة في رمضان
تفرغ نفسك
تغلق هاتفك
تهيء جو للعبودية
تهيء جو لتعبد الله فيه
لتبكي فيه
لتدمع عين قلبك فيه
تغلق عليك باب بيتك ولا تهتم للزيارات
اذهب واشتري ما تحتاجه قبل الشهر
اذهب وصل رحمك قبل الشهر
اذهب واقضي حاجتك قبل الشهر
إذا دخل الشهر فارفع شعار
عفواً إني صائم
عفواً إني مشغول بربي
عفواً إني متعلق برحمة ربي
عفواً إنه موسم الطاعة
إحرص على ان تختار مسجد به إمام لا يغني وإنما يصلي
يقرأ بخشوع
يحرك فيك عواطفك
يبكيك
إحرص على ان تعتق كل ليلة
لا تفوت ليلة إلا وأنت من المعتوقين
لح على الله بالدعاء
إن الله يحبك أن تدعوه كثيراً
إن لم تعتق في ساعة الفطر فاعتق في الليل وإن لم تعتق في الليل ففي اليوم الذي يليه
أحرص على أن تعتق هذه الرقبة من النار
إحرص على الإعتكاف
إعتكف أحيي سنة نبيك
وأترك الدنيا واذهب للمسجد وأطرح قلبك بذل وانكسار للعزيز الغفار
إن العشر الأواخر
هم رمضان آخر
موسم مضاعفة أضعاف العمل
إنعزل فيهم عن كل شيء
ووجه جهدك كل جهدك لله فقط
إن هذا الشهر ينقضي بسرعة
فأجعل كل ساعة فيه كأنها شهر
لا تضيعه من يديك
لا تنم
ما اطال النوم عمراً وما قصر في الأعمار طول السهر
الله علينا هلال شهره المعظم ونحن مستعدون له أحسن إستعداد